نشأة وتطور الإنترنت


بدأت الأصول الأولى لشبكة الإنترنت منذ ظهور الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والشرقي بقيادة الإتحاد السوفيتي سابقاً. وقد تطور بناء شبكة الإنترنت بعد غزو روسيا للفضاء وبدء سباق التسلح النووي كلفت السلطات الأمريكية شركة تدعى Rand بدراسة وإيجاد وسائل لضمان استمرارية الاتصال بين السلطات الأمريكية في حالة نشوب حرب نووية وانتهت الدراسة إلى وجوب بناء شبكة لا مركزية.

وفي عام 1962م نفذت وزارة الدفاع الأمريكية مشروع هذه الشبكة وأسمتها ADVANCED RESEARCH AGENCY ARPANET، حيث بدأ مجموعة من العلماء في إجراء أبحاثهم لإنشاء شبكة كمبيوتر عملاقة كان الهدف من تأسيسها في ذلك الوقت خدمة أهداف عسكريه بحتة.

واتجهت الحكومة الأمريكية إلى تطوير أبحاثها الخاصة في مجال الدفاع ، عن طريق تأسيس وكالة قومية أمريكية أسمتها (وكالة مشروعات البحث المتقدمة) المعروفة اختصاراً بــ(ARPA) وهي اختصار للعبارة (Advanced Research Projects Administration).

وكان يوم 02 يناير عام 1969م هو اليوم الذي صدرت فيه شهادة ميلاد شبكة الإنترنت من الحكومة الأمريكية، حينما بدأ مجموعة من العلماء أبحاثهم لإنشاء شبكة كمبيوتر كبيرة في مشروع تابع لإحدى إدارات وزارة الدفاع الأمريكية، وتمكن علماء الأبحاث الأمريكيون من خلال وكالة (ARPA) التابعة لوزارة الدفاع الأمريكية من الاتصال ببعضهم من خلال شبكة اختبارية من أربعة حواسيب. وكان الهدف الرئيس من هذه الشبكة يتمثل في خدمة الصناعات العسكرية الأمريكية من أجل تبادل المعلومات العسكرية السرية، فتم إنشاء هذه الشبكة التي عرفت وقتها بإسم ARBANET، وكانت بقية أهداف هذه الشبكة تتركز أساساً على إمكانية تبادل المعلومات (كالرسائل والأبحاث) فيما بين العلماء في أنحاء البلاد، وكان استخدام هذه الشبكة يقتصر على ربط مراكز الأبحاث المختلفة في الولايات المتحدة، وحتى عام 1983م حيث تم تقسيم ARBANET إلى شبكتين(الأولى هي MILNET والثانية ARPANET) واقتصر استخدام الأولى على النواحي العسكرية والثانية على الأغراض المدنية.

وفي نهاية الثمانينات ظهرت شبكات عديدة أخرى تخدم جماعات ومؤسسات مختلفة مثل شبكة BITNET التي تغطي جميع أنحاء الولايات المتحدة وتستخدم للاتصالات الأكاديمية، وشبكة CSNET التي تربط مجموعة كبيرة من مراكز الأبحاث وهي اختصار للعبارة (Computer Science Network)، وفي العام 1986م قامت مؤسسة العلوم القومية في الولايات المتحدة بربط أنحاء الشبكة بواسطة خمس من أجهزة الكمبيوتر فائقة القدرة أو Super Computer، وبالتالي كونت الشبكات فائقة السرعة المتصلة بشبكة الكمبيوتر فائقة السرعة هيكلاً أساسياً عرف باسم NSFNET، فأصبح هذا الهيكل يؤدي وظيفة الهيكل العظمي الذي يدعم ويربط أجزاء الجسم البشري ببعضها البعض، وفي الواقع هذا الهيكل عبارة عن أنظمة اتصالات متنوعة مثل شبكات المايكروويف وكابلات الألياف الضوئية، وأنظمة أقمار اصطناعية جميعها يعمل بشكل فائق السرعة  بالإضافة إلى كم هائل من البيانات المنقولة عبرها. وبهذا أصبح هيكل NSFNET هو الأساس الذي أخذت شبكة الإنترنت في التطور استناداً إليه في الولايات المتحدة، وبعد ذلك قامت العديد من دول العالم ببناء شبكات خاصة بها تم ربطها بشبكة الإنترنت في الولايات المتحدة، وأصبح ممكناً تبادل المعلومات فيما بينها ... وأصبح هذا النظام يعرف باسم (شبكة الإنترنت).

أحدث أقدم